قصة شرفة البيت
جلس الولد الصغير الذي لم يبلغ من العمر 6 سنوات يلعب بدميته في شرفة بيته بالدور الأرضي ، وكانت أمه تعد الطعام في المطبخ ، وبينما كان يلعب شاهد رجلا يسحب بقرة وخروفا وماعز ، فجذب انتباهه حركة الحيوانات خلف الرجل .
فظل ينظر إليهم حتى غابوا عن نظره ، فأراد أن يراهم مرة ثانية ، فحدث نفسه وقال أقف على باب العمارة وأراقب الحيوانات ، وبالفعل أسرع الولد لإحضار حذائه ولبسه وفتح باب البيت وخرج إلى باب العمارة ، حتى يقضي وقتاً أطول في رؤية الحيوانات ، ودون أن يشعر تبع الولد الحيوانات ومشى خلفهم ، وسار مسافة كيلو ثم اثنين ثم ثلاثة حتى انتقل إلى المنطقة التي خصصها هذا الرجل لرعاية تلك الحيوانات ، وبعد أن جلس الطفل وأخذ وقتا يتأمل فيه الحيوانات و مأكلهم ومشربهم وحركاتهم ، بدأ يشعر بالجوع والاحتياج لأمه ،
فذهب إلى الرجل وقال له :-أريد أمي .
فتعجب الرجل من وجوده وقال له :- ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ فقص عليه الولد ما حدث .
فسأله عن بيته ، وبالطبع لم يستطع تحديد موقعه وقال له :- البيت الذي فيه أمي وأبي . وانتاب الولد شعور بالقلق و الخوف الشديد والتعب والإرهاق ، ولكن الرجل صاحب قطيع الحيوانات كان حكيما فعاد بالولد في نفس المسار الذي أتى منه ، وعندما وصل الطفل إلى شارع بيته انطلق متجها نحو باب العمارة فوجد أمه وعمه أبوه يبحثون عنه ويسألون الجيران ويتصلون بمن يستطيع تقديم المساعدة للعثور عليه ، وعندما رأته أمه أقبلت عليه تضمه وتطمئن عليه ، ولكن عم الولدجذبه بقوة وحبسه في غرفته وظل يضربه حتى تكسرت العصا الخشب من شدة وتكرار الضرب ، وحاولت الأم الدفاع عن ابنها وحمايته من هذه الطريقة في العقاب ولكن دون جدوى ، والولد الذي تصرف على فطرته يسأل نفسه ماذا فعلت لأضرب .
وهنا نؤكد على أن تكون تربيتنا لأبنائنا تربية نظيفة ، بدون ضرب أو إهانة أو تحقير ، ومن الأمور التي تعين الوالدين على ذلك هو وضع نظام معين وتوضيح قوانين الثواب والعقاب قبل وقوع الخطأ ، والأمر سيحتاج منا إلى الصبر لأن الطفل ذكي وسيختبر مدى قوة النظام المطبق بالوقوع في الخطأ ببداية الأمر ، فعلى الوالدين التحلي بالقوة والالتزام بالنظام وعدم الرجوع في قانون تم الاتفاق عليه طالما أن هذا القانون ليس به تعسفا أو مبالغة .
فهذا الولد الذي سردنا قصته ليس لديه أي نظام مسبق أو قواعد يتبعها قبل خروجه من المنزل ، فلو أن الوالدين قاما بعمل مشهد تمثيلي بسيط وجعلا للولد دور فيه ، فيكون بمثابة تدريب عملي له على اتباع سياسة الاستئذان قبل الشروع بأي سلوك أو الإقدام على أي عمل يرغب في القيام به .
برأيكم هل رد فعل عم الولد كان الحل الأمثل في التعامل مع الخطأ الذي وقع من ابن أخيه ، أم هناك طرق أخرى للعقاب يمكن اتباعها مع الطفل ؟
المصدر:
نصر، ياسر . (2009) ، كتاب 25 خطأ وأسلوبا مرفوضا في تربية الأطفال وأسبابها وكيفية علاجها،دار بداية للنشر والتوزيع ، لبنان ، القاهرة ، ط1.
نصر، ياسر . (2009) ، كتاب 25 خطأ وأسلوبا مرفوضا في تربية الأطفال وأسبابها وكيفية علاجها،دار بداية للنشر والتوزيع ، لبنان ، القاهرة ، ط1.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق